خطبة الجمعة القادمة 2 فبراير : من دروس الإسراء والمعراج الفرج بعد الشدة ، للشيخ خالد القط
خطبة الجمعة القادمة 2 فبراير 2024م بعنوان : من دروس الإسراء والمعراج الفرج بعد الشدة ، للشيخ خالد القط ، بتاريخ 21 رجب 1445هـ ، الموافق 2 فبراير 2024م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 2 فبراير 2024م بصيغة word بعنوان : من دروس الإسراء والمعراج الفرج بعد الشدة ، للشيخ خالد القط
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 2 فبراير 2024م بصيغة pdf بعنوان : من دروس الإسراء والمعراج الفرج بعد الشدة ، للشيخ خالد القط
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 2 فبراير 2024م ، بعنوان : من دروس الإسراء والمعراج الفرج بعد الشدة ، للشيخ خالد القط ، كما يلي:
من دروس الإسراء والمعراج، الفرج بعد الشدة
“”””””””””””””””””””””””””””
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين. وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير، القائل في كتابه العزيز (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ الإسراء: 1.
وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين حق قدره ومقداره العظيم.
أما بعد
أيها المسلمون، ها نحن أولاء نعيش ذكرى الإسراء والمعراج، ذلكم الحدث الكبير الذي شرّف وكرّم الله به حبيبه ومصطفاه صلى الله عليه وسلم، وأي تشريف وتكريم أعظم من أن يحظى بشر برحلة كرحلة الإسراء والمعراج حيث التقى بإخوانه الأنبياء والمرسلين جميعاً، وصلى بهم إماماّ في ساحة المسجد الأقصى المبارك، ثم عرج به مخترقاّ للسماوات برفقة وصحبة أمين الوحي جبريل، فرأى أهل النار وأهل الجنة، حتى وصل إلى مكان تعجز عن وصفه الكلمات، وتنسكب من أجله العبرات، بل رفعه الله إلى أعلى المقامات، حتى قال له امين الوحي جبريل ((وَمَا مِنَّاۤ إِلَّا لَهُۥ مَقَامࣱ مَّعۡلُوم)) سورة الصافات (164)، وشرف وتمتع صلى الله عليه وسلم بأن رأى الحي القيوم، فهنيئاً لك سيدي ويا حبيبي، ويا قرة عيني يا رسول الله.
أيها المسلمون، فإن رحلة الإسراء والمعراج من الأحداث العظيمة، التي تزرع في النفوس الأمل بعد الألم، وترسم الابتسامة في قلوب اليائسين الحائرين، إنها بمثابة شعاع نور يبدد ظلام نفوس قد انقطع أملها، وتبدد حلمها حتى في مجرد الحياة.
فإنه من يطالع الأحداث والملابسات والأحوال التي تمت فيها رحلة الإسراء والمعراج، ومدى المعاناة التي كان يعيشها حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم، ليدرك، بل يكاد يلمس بيده فرج ونصرة وتأييد الله لحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم، حيث يعد ذلك من أهم الدروس التي يجب على الأمة، أن تتعلمها من معجزه الإسراء والمعراج.
أيها المسلمون، في العام العاشر من بعثته صلى الله عليه وسلم، وفجأة ودون سابق إنذار يفقد الحبيب محمد صلى الله عليه أكبر داعمين ومساندين له من الناس، ومم يكون العجب؟ وهو الموت الذي ينزل على الناس جميعاً دون مجاملات ولا مقدمات فيفرق الجماعات، ويهزم اللذات.
تابع / خطبة الجمعة القادمة 2 فبراير : من دروس الإسراء والمعراج الفرج بعد الشدة ، للشيخ خالد القط
ولكن الخطب هنا جلل، فخديجة بالنسبة لسيدنا رسول الله، لم تكن زوجة فقط، بل كانت تمثل أشياء كثيرة في حياته صلى الله عليه وسلم، فضلاً على أنها كانت داعماً مادياً ومعنوياً، بل كانت لرسول الله أشبه ما تكون بالنسمة الباردة الرقيقة التى تداعب الوجه في يوم قائظ، فكم كانت خديجة رضي الله عنها، تسعى جاهدة لدعم ومساندة زوجها المصطفى صلى الله عليه وسلم فيما يجده من معاناة ومشقة خارج بيته، وما أمر ورقة بن نوفل عنا ببعيد.
ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم لم ينس أبدا ما قامت به خديجة من دور مؤثر في حياته حتى إنه ليشهد لها هذه الشهادة، عرفاناً وتقديراً لها، ففي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت ((كان النَّبيُّ ﷺ إذا ذكَرَ خَديجةَ أَثْنى عليها، فأحسَنَ الثناءَ، قالت: فغِرْتُ يومًا، فقُلْتُ: ما أكثرَ ما تذكُرُها حَمراءَ الشِّدْقِ، قد أبدَلَكَ اللهُ عزَّ وجلَّ بها خَيرًا منها، قال: ما أبدَلَني اللهُ عزَّ وجلَّ خَيرًا منها، قد آمَنَتْ بي إذ كفَرَ بي الناسُ، وصدَّقَتْني إذ كذَّبَني الناسُ، وواسَتْني بمالِها إذ حرَمَني الناسُ، ورزَقَني اللهُ عزَّ وجلَّ ولَدَها إذ حرَمَني أولادَ النِّساءِ)).
وفى الصحيحين أيضاً من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ((أَتى جِبْرِيلُ النبيَّ ﷺ، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، هذِه خَدِيجَةُ قدْ أَتَتْكَ معها إناءٌ فيه إدامٌ، أَوْ طَعامٌ، أَوْ شَرابٌ، فَإِذا هي أَتَتْكَ، فاقْرَأْ عَلَيْها السَّلامَ مِن رَبِّها عَزَّ وَجَلَّ، وَمِنِّي، وَبَشِّرْها ببَيْتٍ في الجَنَّةِ مِن قَصَبٍ، لا صَخَبَ فيه وَلا نَصَبَ.)).
أيها المسلمون، وفى نفس العام يفقد النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً عمه أبا طالب، فبرغم عدم اعتناق أبى طالب للإسلام، ولكنه كان بمثابة حائط صد بالنسبة للرسول صلى الله عليه وسلم من اعتداء المعتدين من أهل مكة، فعلاقة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بعمه تمتد جذورها إلى أيام طفولته صلى الله عليه وسلم، فقد كان أبو طالب هو الوالد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاة جده عبدالمطلب، وبلا شك فقد كان لأبى طالب أثر كبير في حياة النبي، فكيف بك تتصور حال النبي صلى الله عليه وسلم حين يفقد رجلاً لطالما رباه وكفله، ولهذا أراد النبي صلى الله عليه وسلم رد الجميل له حين مات ولم يعتنق الإسلام، أخذ سيدنا رسولنا الكريم يستغفر الله له حتى نزل عليه قوله تعالى ((مَا كَانَ لِلنَّبِیِّ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَن یَسۡتَغۡفِرُوا۟ لِلۡمُشۡرِكِینَ وَلَوۡ كَانُوۤا۟ أُو۟لِی قُرۡبَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَیَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُمۡ أَصۡحَـٰبُ ٱلۡجَحِیمِ)) سورة التوبة (113).
في ظل هذه الأجواء الحزينة، حيث يفقد النبي شخصين لطالما كانا ذا أثر بالغ في حياته، ومَن مِن البشر يماثل رسول الله في وفائه، ولذلك سمى هذا العام بعام الحزن، وفى ظل هذه الأجواء الحزينة يشتد تعنت وأذى أهل مكة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يخرج خارج مكة، حيث توجه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف، لعله يجد من ينصره ودعوته، ولكنه بكل أسف وجد أناساً غلاظاً قاسية قلوبهم، قابلوا النبي صلى الله عليه وسلم بما لا يليق بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، فسلطوا عليه سفهاءهم وعبيدهم حتى رموه بالحجارة، حتى سال الدم من قدمه الشريف.
تابع / خطبة الجمعة القادمة 2 فبراير : من دروس الإسراء والمعراج الفرج بعد الشدة ، للشيخ خالد القط
وهكذا اشتد الكرب، وتكاثرت الهموم على الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، وهنا يلجأ الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى ربه بالدعاء ((اللهمَّ إليك أشكو ضَعْفَ قوَّتي، وقلةَ حيلتي، وهواني على الناسِ، يا أرحَمَ الراحمِينَ، أنت رَبُّ المستضعَفِينَ، وأنت ربِّي، إلى مَن تَكِلُني؟ إلى بعيدٍ يَتجهَّمُني، أو إلى عدوٍّ ملَّكْتَهُ أمري؟! إن لم يكُنْ بك غضَبٌ عليَّ فلا أُبالي، غيرَ أن عافيتَك هي أوسَعُ لي، أعُوذُ بنورِ وجهِك الذي أشرَقتْ له الظُّلماتُ، وصلَح عليه أمرُ الدُّنيا والآخرةِ، أن يَحِلَّ عليَّ غضَبُك، أو أن يَنزِلَ بي سخَطُك، لك العُتْبى حتى ترضى، ولا حولَ ولا قوَّةَ إلا بك.)) الراوي لهذا الحديث هو: محمد بن كعب القرظي • وقال شعيب الأرنؤوط، في تخريج زاد المعاد (٣/٢٨) • مرسل ورجاله ثقات دون قوله: اللهم إليك أشكو…
ترى هل من مخرج لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد كل هذا الضيق وهذا الكرب؟ هذا ما سنعرفه بعد الاستراحة لن شاء الله.
الخطبة الثانية
وهنا أراد المولى عز وجل أن يمسح على قلب حبيبه صلى الله عليه وسلم ويذهب ما في نفسه من ضيق وألم، فكأن الله سبحانه وتعالى يقول لحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم، يا رسول الله إن كان أهل الأرض قد آذوك، فإن السماوات وأهلها في غاية الشوق والحنين إليك، فأكرمه الله بهذه الرحلة المباركة، حيث خرج صلى الله عليه وسلم من ضيق الدنيا وأهلها إلى سعة السماء وأهلها، بل وفرضت عليه الصلاة في المعراج لتكون خير معين للإنسان أثناء ضيقه وكربه فقد أخرج السيوطي في الجامع الصغير بسند صحيح من حديث حذيفة قال إنه صلى الله عليه وسلم ((إذا حزَبَهُ أمرٌ صلّى)).
فياله من درس عظيم لكل مكروب ومهموم ألا ييأس أبدا من فضل وكرم الله، فقد كانت رحلة الاسراء والمعراج خير دليل على ذلك، وفى النهاية لا أجد أروع من قول أمير الشعراء شوقي ليكون خير ختام للقائنا اليوم:
أَسرى بِكَ اللَهُ لَيلاً إِذ مَلائِكُهُ وَالرُسلُ فى المَسجِدِ الأَقصى عَلى قَدَمِ
لَمّا خَطَرتَ بِهِ اِلتَفّوا بِسَيِّدِهِم كَالشُهبِ بِالبَدرِ أَو كَالجُندِ بِالعَلَمِ
صَلّى وَراءَكَ مِنهُم كُلُّ ذى خَطَرٍ وَمَن يَفُز بِحَبيبِ اللَهِ يَأتَمِمِ
إلى أن قال: حَتّى بَلَغتَ سَماءً لا يُطارُ لَها عَلى جَناحٍ وَلا يُسعى عَلى قَدَمِ
وَقيلَ كُلُّ نَبِى عِندَ رُتبَتِهِ وَيا مُحَمَّدُ هَذا العَرشُ فَاِستَلِمِ
خَطَطتَ لِلدينِ وَالدُنيا عُلومَهُما يا قارِئَ اللَوحِ بَل يا لامِسَ القَلَمِ
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الأولين، وصل وسلم عليه في الأخرين، وصل وسلم عليه في كل ملأ وحين
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف